تشكل الحوادث المرورية على شبكة الطرق بالمملكة العربية السعودية إحدى الظواهر السلبية التي تعاني منها كافة قطاعات المجتمع، وقد باتت من أولى مسببات المشاكل الاجتماعية والصحية على الأفراد، فضلاً عن الخسائر الاقتصادية الكبيرة التي تتكبدها الدولة في الممتلكات الخاصة والعامة؛ وذلك لما يترتب على الحوادث من أضرار وتلفيات ووفيات وإصابات تواجه فئة الشباب على وجه الخصوص، وعليه فقد أصبح لزاماً على المجتمع بأكمله العمل بتكامل وفاعلية على إيجاد الحلول والاقتراحات للحد من هذه الآثار، وتمكين الشباب كإحدى الجهات الأساسية في مجال تطوير السلامة على الطرق، والعمل جنبًا إلى جنب مع جميع الجهات ذات العلاقة بتعزيز السلامة على الطرق وخفض عدد الوفيات والإصابات والإعاقات الناجمة عن حوادث المرور، والسعي المستمر نحو تحقيق المستهدفات الوطنية في هذا الجانب باعتبار ما يشكله ملف السلامة المرورية من أهمية وكونه في مقدمة القضايا التي تحظى باهتمام بالغ على مستوى القيادة الرشيدة أيدها الله ، وخير شاهد وبيان على ذلك ما وصلت إليه المنطقة الشرقية بقيادة أميرها صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز من تقدم ملموس في خفض معدلات الحوادث والريادة في ذلك على مستوى مناطق المملكة.
وحيث تعتبر صروح التعليم الخط الأول لبناء الجسور الثقافية للمجتمع، والمنبر الأساسي لتعلم الأساليب المثلى للتعامل مع مختلف شؤون الحياة إلى جانب المنزل، لذا يبرز دورها المحوري في إعداد جيل واع يُدرك أهمية القوانين ويطبقها بقناعة تامة، وفي مقدمتها قوانين وثقافات السلامة المرورية، وأن تكون بمثابة البيئة السليمة لغرس تلك المفاهيم في عقولهم، وإبقائها حاضرة لديهم في كل موقف، حتى يتم تطبيقها كممارسة وسلوك دائم ونشرها على مستوى الأقران وأفراد الأسرة.
واستجابة لتوجه وزارة التعليم في إطلاق برامج تثقيفية تُعنى بالسلامة المرورية للطلاب والطالبات، قامت الجمعية السعودية للسلامة المرورية بالتعاون مع لجنة أمهات وأهالي ضحايا حوادث السيارات بإطلاق برنامج تدريبي لغرس سلوكيات السلامة المرورية في الأطفال انطلاقاً من الصفوف المبكرة حتى نهاية المرحلة الابتدائية والمتوسطة، يستهدف إعداد وتأهيل كوادر مدرّبة وناقلة للعلم لأهم سلوكيات السلامة المرورية في وسائل النقل الشائعة بالمدارس، كما يتضمن البرنامج عناصر التوعية حول القيادة الوقائية واستخدام حزام الأمان، مع توظيف جانب التقنيات الحديثة في وسائل التعليم بما يتناسب مع الفئات العمرية المستهدفة، ويعد هذا البرنامج جزء من مسؤوليتنا المجتمعية والوطنية والتي تدفعنا للعمل لتشهد بلادنا تحولاً ينقلها لدولة متصدرة ضمن قائمة دول العشرين في عدد الحوادث إلى أن تصبح بإذن الله في عام 2030م من أوائلها أماناً.أصبحت الحوادث المرورية تمثل وبشكل كبير هاجساً لكافة أفراد المجتمع ، وأصبح لزاما علينا كمجتمع العمل على إيجاد الحلول ووضعها موضع التنفيذ للحد من هذه الحوادث وذلك يتطلب شراكة وطنية تهدف إلى تعزيز التعاون لخلق بيئة تربوية زاخرة بثقافة عالية وسلوك واع بأنظمة السلامة المرورية وذلك لتوجيه الطلاب والطالبات وتغيير سلوكهم من أجل إعداد جيل يحترم النظام ويلتزم بالقوانين.
وحيث أن الوعي بالثقافة المرورية هو ما نعول عليه في تقليل أعداد الوفيات ، فإننا الجمعية السعودية للسلامة المرورية بجامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل ممثلة بلجنة أمهات وأهالي ضحايا حوادث السيارات وبالتعاون مع وزارة التعليم بالمنطقة الشرقية قمنا منذ ثمان سنوات بتنفيذ برنامج إعداد مدربات السلامة المرورية بالمدارس وتدريب واعداد 700 مدربة للسلامة المرورية من رائدات النشاط ومشرفات الأمن والسلامة بالمدارس الابتدائية والمتوسطة وكان لها دور وأثر في توعية الطالبات وأولياء أمورهم بقواعد السلامة المرورية .
والمبادرة عبارة عن برنامج لغرس سلوكيات السلامة المرورية في الأطفال انطلاقاً من الصفوف المبكرة الى نهاية المرحلة الابتدائية والمتوسطة. يركز برنامج المبادرة على سلوكيات السلامة المرورية ابتداء من طريقة الركوب في السيارة ثم السلوكيات الصحيحة للراكب أثناء الرحلة (وعلى رأسها الالتزام بحزام الأمان ومقاعد الأطفال) تليها طريقة النزول الآمنة وكذلك استخدام الحافلة المدرسية كما يتضمن عناصر التوعية عند ركوب الدراجة والسير في الطريق أو العبور.
البرنامج متكامل حيث يدعم كل مفهوم عرض وأنشطة وقصص مقروؤة وأناشيد وأفلام رسوم متحركة وجميع المواد تقدم باستخدام مواد سمعية ومرئية وتدريبات عملية ومن الجدير بالذكر أن البرنامج يمكن تطبيقه بسهولة ويسر في حصص النشاط والانتظار ولا يتطلب تحضيراً أو إعداداً من المعلمات . وقد تم تسليم كل مدرسة حقيبة تدريبية تشتمل على جميع مواد التدريب اللازمة من وسائل وفلاشات ومطبوعات وغيرها.
نقترح تعميم التجربة على مدارس المملكة للمراحل الابتدائية والمتوسطة لتحقيق الهدف الذي نسعى إليه جميعاً وهو تربية جيل يحترم الأنظمة ويلتزم بالقوانين ليصبح مسؤولاً عن حماية نفسه ومحافظاً على سلامته وسلامة غيره على الطريق ولجنة أمهات وأهالي ضحايا حوادث السيارات بالجمعية السعودية للسلامة المرورية على استعداد بالقيام بالتدريب وتأهيل مدربات السلامة المرورية حضوريا.
وفقنا الله وإياكم لما فيه الخير والسداد والسلام وكفانا شر الحوادث.
لاشك أننا كمربين نؤمن أنه كما نربي أولادنا على سلوكيات وآداب عامة مثل آداب الطعام وآداب الحديث وما يحكم تلك الآداب من قوانين تغرس فيهم منذ الصغر فإنه أيضا يجب أن نربيهم على آداب وقوانين الطريق والالتزام بسلوكيات السلامة المرورية ليحافظوا على أنفسهم ويجنبوا غيرهم خطر الطريق .. من هنا تم العمل على مواد تثقيفية شاملة لسلوكيات السلامة المرورية التي يحتاج أبناؤنا تعلمها كمشاة وعابري طريق أو ركاب في السيارة أو راكبي دراجات فيتعلمون تلك القوانين وتغرس فيهم منذ الصغر بداية من رياض الأطفال وحتى المرحلة الثانوية .. ولقد تم اعداد حقيبة سلوكيات السلامة المرورية من قبل فريق بلجنة أمهات وأهالي ضحايا حوادث السيارات التابعة للجمعية السعودية للسلامة المرورية، حيث أعدت المواد بأساليب متنوعة ومناسبة لأعمار مختلفة وأشرفت عليها مشرفات من التربية والتعليم. والحقيبة أشبه ما تكون بمقرر دراسي معد ليكون نشاطًا لا منهجيًا يدرب عليه الطلاب والطالبات ليتمكنوا من اكتساب مهارات هامة لتحقيق السلامة على الطريق. كما تحتوي الحقيبة على مواد مناسبة للكبار من معلمين وأولياء أمور ليكونوا قدوة في الالتزام بتلك السلوكيات.
هدفنا هدف مشترك ينبع من الشعور بالمسئولية الوطنية لتشهد بلادنا تحولًا ينقلها من دولة متصدرة لدول العالم في عدد الحوادث إلى أن تصبح في عام ٢٠٣٠ بحول الله من أوائلها أماناً.